<blockquote dir="rtl" style="margin-left: 0px;">
لم أكن أعرف عن هذا الموضوع شيئًا حتَّى قابلتُ معلومةً، مفادُها أن "شخصية المرأة تتغير بتغير فصول السَّنة"،
فقرَّرْت من فوري أن أعرف شيئًا عنه، وأشاركَ قراء الألوكة معي، وقمت
بإجراءٍ عمليٍّ وهو التواصُل مع الدكتور محمد علي البنواني بطب عين شمس
الذي كان معه الحوار التالي:
هل تتغير فعلاً شخصية المرأة من فصل لآخر؟
ليس
هكذا بالضَّبط، ولكن الحقيقة أن مزاج المرأة وصحتها هما اللذان يتغيَّران
عادةً من فصل لآخر، كما أن لها أيضًا عادات وتقاليدَ تختلف بتتابع الفصول.
ماذا عنها في فصل الصيف؟
المرأة
في فصل الصيف تحب أن تكون أنيقة، وتهتم جدًّا بالعطور، كما تحب أن يكون
لها من الألوان ما يميزها، فهي في الصيف تحب اللون الأزرق والأخضر الغامق
والبني، فهو الفصل المحبب لديها؛ لكونه فصل المرح والسَّعادة عندها؛ حيث
إنَّها تجد من الوقت الكافي لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وربَّما لأن
هذا الفصل يكثُر فيه أيضًا الأفراحُ والمناسبات السعيدة؛ فلذلك تشعر بسعادة
تغمرها، ففصل الصيف يحافظ على صحة المرأة.
ولكن،
إذا ارتفعت درجة الحرارة في هذا الفصل، فإنَّها تصاب بالتوتر والمتاعب؛
حيثُ تؤثر شدَّة الحرارة على الجهاز العصبي عندها، وقد تدفع إلى الانفعالِ
والاستثارة بسهولة؛ لأنَّ هذه الحرارة المرتفعة تقلل نسبة الأوكسجين، ويبدأ
المخُّ نفسه يشعر بالتوتر والضيق، فينبه المراكز العصبية؛ مما يؤدي إلى
انفلات الأعصاب.
وكيف يُحافظ فصل الصيف على صحَّة المرأة مع هذه الحرارة المرتفعة؟
سبحان
الله! من أسباب احتفاظ المرأة بصحتها في هذا الفصل الأجواءُ المشمسة،
وارتفاعُ درجة الحرارة نفسه؛ حيث يساعد كل هذا في تنظيم معظم العمليَّات
الحيوية في الجسم، كما يُسهم في تحسين الصحة البدنية ونوعية الحياة.
وما الألوان المحببة للمرأة في فصل الخريف؟
المرأة
تحب في الخريف الأبيض والأسود، وبعض الفتيات يعتبرْنَ اللون الأسود لون
الحزن، وهناك بعض من أمهاتنا يعتبرن اللون الأسود دليلاً على الوقار
والحشمة، إضافةً إلى أنَّ المرأة في هذا الفصل تقتني العطور الجاذبة.
وما مدى صحة ما يُقال بأنَّ فصل الخريف تكثر فيه أمراض المرأة؟
فصل
الخريف يمثل بطقسه المتغير، وقلَّة شمسه، وقصر نهاره، والتأثيرات التي
يحملها معه على مزاج الإنسان وصحته - اختبارًا جديًّا لنظام المناعة لدى
الإنسان؛ ولذلك فإنَّ الصمود فيه يعتبر أحد المؤشرات على أن النظام المناعي
للجسم لا يزال قويًّا ومتماسكًا، وهناك ثلاثة عوامل مهمة تلعب دورًا
حاسمًا في تحصين وتعزيز نظام المناعة عند المرأة، وهي اتِّباع نظام غذائي
صحي، وممارسة الحركة الكافية، والعيش دون توتُّر وقلق، ويُعَدُّ الطعامُ
الصحي هو الأكثر أهمية وضرورة مع خُلُوِّه من الدسم، والتركيز على اللحم
الأبيض والسَّمك والحبوب، وتناول القدر الكافي من الماء، مع تناوُل خمس
وجبات يوميًّا منها وجبتان تتضمنان الفواكه والخضار.
وماذا عن المرأة في الشتاء؟
في فصل الشتاء تُحبُّ المرأة ألوانَ البنفسجي والبُرتقالي والبيج، وفصل الشِّتاء يتطلب منها كثيرًا من الشياكة في ملابسها.
أمَّا
على الجانب النَّفسي، فتصابُ المرأة ببعض الحزن وقِلَّة النشاط؛ ولهذا
يعتبر هذا الفصل موسمَ الاكتئاب والإحباط والكسل والبدانة، ويُحدِثُ
اضطراباتٍ عاطفيَّة، والاكتئاب الشتوي عند المرأة يُسبب انقباضًا نفسيًّا
حادًّا، وسوء تركيز، وهو يُصيب المرأة ثلاثة أضعاف الرجل.
ويرجع الباحثون أسبابَ هذه الحالة إلى أنَّه بحلول الشتاء، وتراجع الإضاءة، يحدث خللٌ في مستويات إفراز هرمون "الميلاتونين"، الذي ينظم عمليَّة النوم، كما يقلل إفرازات الموصلات المسؤولة عن السعادة.
كما
أوضح الباحثون أنَّ تلك الحالة تدفع جسم الإنسان نحو حالة من الرُّكود
والخمول، تؤدي إلى عدم قدرته على إنتاج الطاقة الكافية، ويبدأ الإنسانُ في
الشُّعور بالتعب النفسي والجسدي، أمَّا الأعراض والعلامات التي يظهر بها هذا الاضطراب فهي:
1- الإحساس بنقص الطاقة.
2- الضيق والقلق.
3- التململ وعدم الراحة.
4- الصداع.
5- زيادة الرغبة في النوم.
كما ذكرنا أنَّ تراجع الإضاءة يُحدث خللاً في مستويات إفراز هرمون "الميلاتونين"، الذي ينظم عملية النوم.
6- نقص الرغبة الجنسيَّة.
7- زيادة الرَّغبة في تناوُل الطَّعام من السُّكريات والنشويات، وهذا بطبيعته يُؤدي إلى زيادة الوزن..
ما العلاج الذي يُساعد في الخروج من هذه الحالة؟
بالنسبة
للعلاج الدوائي، فذلك يحدَّد من قِبل الطبيب، حسب الحالة التي يراها
أمامه، أمَّا العلاج الذي تستطيع أيُّ امرأة أنْ تفعله، فهو العلاجُ
الضوئي، وهو تعرُّض المرأة بشكل يومي إلى الضوء الساطع، ولله الحمد معظم
البلدان الإسلاميَّة والعربية تتمتع بشمس مُشرقة طول الأيام إلا أيامًا
قليلة.
العلاج بالكلام:
وكما يقال: إنَّ نصف العلاج معرفة السبب، هذا النوع من العلاج يُمكن أن يشارك مع العلاج الدوائي أو الضوئي.
وما دور المرأة في العلاج؟
1- اتباع نظام جيد للنوم والاستيقاظ.
2- ممارسة الرياضة في الأوقات التي تشرق فيها الشمس شتاءً.
3- السَّماح لأكبر كَمِّية من الضَّوء بالدخول للمنزل، بفتح الستائر بالكامل، أو بزيادة عدد نوافذه، وكذلك زيادة الإضاءة الكهربائيَّة.
4- زيارة المناطق المشمسة الدَّافئة شتاءً "كمنطقة الخليج العربي".
5- القيام بالتَّمارين، كالمشي بشكل منتظم؛ لأنَّ ذلك يخفف الشِّدة النفسية، والنَّرفزة التي تزيد من مشاكل الاكتئاب.
6- تجنب العزلة مع تنظيم مواعيد لعقد لقاءات مع الأصدقاء، ولا يقتصر الخروج على العمل فقط.
7- تناوُل
بعض الأغذية التي تخفف حِدَّة الشُّعور بالإحباط، مثل: البيض، والسمك،
واللبن، والخضروات، والبقوليَّات، والحبوب كاملة القشرة، والشوكولاتة،
والموز.
وماذا عنها مع الربيع؟
أمَّا
فصل الربيع، فيقل فيه الاكتئاب وتقلبات المزاج عند المرأة؛ لأنه يعطيها
الإحساس بالحيوية والاستقرار النفسي والذهني، وعلى جانب الصحة، فإنَّ هناك
شيْئًا مُلفتًا يحدث لبعض النِّساء، إنَّ فصل الرَّبيع يلعبُ دورًا كبيرًا
في انقطاع الدَّورة الشَّهرية لدى المرأة، وهناك دراسة علميَّة حديثة،
تقول: إنَّ النِّساء اللاتي يتناولْنَ حلويَّات بكثرة، إلى جانب الأطعمة
الدهنية - يتعرَّضن لمتاعب أكثر من غيرهن أثناء فترة الدورة الشهرية، ومن
المعروف أنَّ الدهون تساعد على إفراز هرمون الإستروجين خلال الشهر؛ لينخفضَ
معدلُه تمامًا عند حدوث الطمث يحدث الفرق بين مُعدل الارتفاع والانخفاض
عالي، فيؤدى إلى الشعور بكل أعراض الدورة؛ من حيثُ العصبية الزائدة وآلام
البطن الشديدة، وتغيير الحالة المزاجية.
ولذلك
ننصح بالتقليل من الدُّهون والأطعمة الدهنية والحلويات قدر المستطاع؛
لأنَّه يعمل على تخفيف حِدَّة هذه الأعراض بطريقة ملحوظة.
هل هناك ألوان تُحبُّها المرأة في فصل الربيع؟
الرَّبيع
دائمًا يكون موسم الموضة غير المتوقعة؛ لذلك يختلفُ من موسم إلى آخر، ولا
توجد ألوان محددة، فغالبًا ما تحب النساء أن يسرن في هذا الفصل على الموضة.
وماذا عن الاضطرابات العاطفيَّة الموسمية؟
الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD)
هي نوع من الكآبة الذي يلي تتابُع الفُصُول، والتقلُّبات الجوية أكثر
تأثيرًا علي الحالة النفسيَّة والمزاجية للإنسان وعلى سلوكيَّاته، ومن أكثر
أنواعه شيوعًا كآبة الشتاء، وتبدأ عادة في أواخر الخريف، وأوائل الشِّتاء،
بينما تختفي بحلول الصَّيف، أمَّا النوع الأقل شيوعًا، فيعرف بالكآبة
الصيفية، ويبدأ عادة في أواخر الرَّبيع أو أوائل الصيف، ويختفي بحلول
الشتاء، ويعتقد أنَّ سببه يرتبط بالتغييرات في كَمِّية ضوء الشمس في
الأوقات المختلفة من السنة.
ويعتبر
الاضطراب الفصلي غير مفهوم بالشكل الكامل، ولكنَّ وجوده ثابت، وهو أكثر
حدوثًا مما يظن البعض، والأكثر تعرضًا لهذه الحالة هم الشباب والنِّساء،
ويخص البعض النِّساءَ أكثر من الشباب، وهنالك العديد من العوامل التي تزيدُ
احتمالَ حدوث هذا الاضطراب، كالحالة الوراثيَّة والشِّدة النفسية، كما
تلعب بعض النَّواقل العصبية دورًا مهمًّا في هذا المجال.
وكانت
منظمة الصِّحة العالمية قد صنفت الاكتئاب، الذي يؤثر على 15% من سكان
العالم، كأحد الاضطرابات المرضيَّة المهددة للحياة في كل العالم النَّامي
والمتقدِّم، التي تتطلب تدخلاً طبيًّا سريعًا.
وفى النهاية: بماذا تنصح قارئاتنا؛ لكي يتم التكيف مع هذه الفصول؟
[size=16]أودُّ
أن أنصحَ أنَّ على الإنسان التكيُّف مع مختلف الأوقات والفصول، طالما أنَّ
الخالق - سبحانه - قد أعطاه الطاقة التي تضمن له ذلك، مهما تغيَّرت البيئة
الخارجية من حوله، وعلى كل منا أن يتمسك دائمًا، وفى كل الأوقات بالأمل
والتفاؤل وقبول الحياة، والإيمان بالله الخالق، ولا بُدَّ أن نتدبر في ذلك
كله، ونعرف مدى ما أنعم الله - عزَّ وجل - علينا وحكمته في تعاقب فصول
السنة.
تحياتي لكم
شمس المنتدى
</blockquote>