فهذه بعض الأمور التي تعين على التوبة؛ عسى الله أن يذكر بها ناسياُ, وينبه به غافلاُ. فمن تلك الأمور ما يلي:
1. الإخلاص لله تعالى والإقبال عليه: فالإخلاص أنفع الأدوية؛ فإذا أخلص الإنسان لربه, وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها, وأمده بالعون والتأييد, وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.
2. قصر الأمل, وتذكر الآخرة: فإذا تذكر المرء قصر الدنيا, وسرعة زوالها, وأدرك أنها مزرعة للآخرة, وفرصة لكسب الأعمال الصالحة, وتذكر ما في الجنة من النعيم المقيم, وما في النار من النكال والعذاب الأليم- أقصر عن الاسترسال في الشهوات, وتدارك ما فات بالأعمال الصالحات.
3. الاشتغال بما ينفع, وتجنب الوحدة والفراغ: فالفراغ يقود إلى رفقة السوء, ويتسبب في تدهور الخلاق, وضيعة الآداب؛ فإذا اشتغل الإنسان بما ينفعه في دينه ودنياه قلت بطالته, ولم يجد فرصة للفساد والإفساد.
4. البعد عن المثيرات, وما يذكر بالمعصية: فيبتعد عن كل ما يثير دواعي المعصية, ونوازع الشر, ويبتعد عما يثير شهوته, ويحرك غريزته من مشاهدة الأفلام, وسماع للأغاني الخليعة الماجنة, وقراءة المجلات الهابطة, كما عليه أن يقطع صلته بكل ما يذكره بالمعصية من أماكن الخنا, فالشيء إذا قطعت أسبابه التي تمده زال واضمحل؛ فالقرب من المثيرات بلاء وشقاء, وكل بعيد عن البدن يؤثر بعد في القلب.
5. مصاحبة الأخيار ومجانبة الأشرار: فمصاحبة الأخيار تحي القلب, وتعين على الخير, وتبعث على الخير, وتبعث على الإقتداء بأهل الصلاح وتكف الإنسان عن الفساد. بعكس رفقة السوء؛ فإنها تحسن القبيح, وتقبح الحسن, وتقود الإنسان إلى الإقتداء بأهل السوء؛ فالصاحب ساحب, والطبع استراق.
6. استحضار أضرار الذنوب والمعاصي: فمن أضرارها: حرمان العلم والرزق, والوحشية التي يجدها العاصي في قلبه, وتعسير الأمور, وظلمة القلب, ووهن البدن, وحرمان الطاعة وتقصير العمر ومحق بركته. ومنها: أن المعاصي تزرع أمثالها, وتقوي في القلب إرادة المعصية, وتضعف إرادة التوبة من القلب بالكلية, فيستمرئ صاحبها المعصية, وينسلخ من استقباحها.
7. الدعاء: فهو من أعظم الأسباب, وأنفع الأدوية, وهو عدو البلاء يدافعه, ويعالجه, ويمنع نزوله, ويرفعه, أو يخففه إذا نزل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,,,
تحياتي لكم
شمس المنتدى